
يحافظ سكان المناطق النائية الجبلية الواقعة على حدود ولايتي قسنطينة و قالمة على الطريقة القديمة لتوفير الحاجيات الاستهلاكية اليومية أو ما يعرف عند المختصين “بالاقتصاد المعيشي” وهي مناطق تقع بالضبط في الحدود الجبلية لبلديتي عين عبيد وعين رقادة التي وقفت جريدة “الشرق اليوم” على مشارفها بسبب غياب تغطية شبكة مسالك فك العزلة المبرمجة في الولايتين لوقوعها في حدودهما مما جعل سكانها يقطعون مسافات طويلة جدا للوصول إلى مضاربهم بمنطقة تسمي “الحفرة”.
سكان منطقة”الحفرة” الذين لهم علاقة بالمصاهرة بولاية قالمة و البعض الآخر بولاية قسنطينة جمعتهم صفة المحافظة على الاقتصاد المعيشي متأثرين بالعزلة الكبيرة التي كانوا يعانون منها سابقا قبل تطبيق برنامج مديرية الغابات في الولايتين الذي فك عزلتهم بنسبة عالية جدا ويقوم هؤلاء بزرع مساحة من الأرض بما يحتاجونه في استهلاكهم اليومي من بصل وثوم و الطماطم والفلفل بنوعيه و البطاطا حسب عمي “مسعود” ولكل موسم خضره حيث يزين محصوله من الخضر بضع أشجار تنضج فواكهها على مدار مواسم عدة بدءا من المشمش ثم التين العادي و الشوكي خريفا.
و على الرغم من المساحات الواسعة الخالية والمياه الجارية بالمنطقة إلا أن ما ورثه سكانها في بساتينهم ما يغطي استهلاكهم العائلي دون التفكير في التسويق الذي لا يزال عندهم يقتصر على لحوم الأبقار والمواشي بعد ذبحها دون استغلال الكميات الكبيرة التي تنتجها من الألبان.
عمي “مسعود” يروي بستانه من ماء متدفق من منبع روماني مبني بالحجارة الضخمة وتغطيه صفيحة مسطحة و قد ربطه بأنبوب بلاستيكي لينقل الماء في المنحدر يروي بخريره حكايات من عمق تاريخ تلك المنطقة التي عثرنا فيها على آثار الرومان في عز مجدهم.
للعلم أن منطقة “الحفرة” تم ربطها بالكهرباء الريفية سنة 1997 حسب السكان وقد ساهم ذلك في بقائهم فوق أراضيهم مع الحفاظ على نمط معيشتهم الرعوي فيما تعذر علينا التصوير تلبية لمطلبهم.